قراءة للفصلين الثالث و الرابع من كتاب: علم الدلالة للدكتور أحمد عمر مختار.


قراءة للفصلين الثالث والرابع من كتاب
 [علم الدلالة] للدكتور – أحمد عمر مختار.

الوحدة الدلالية: لقد اختلف علماء اللغة المحدثون في تعريف الوحدة الدلالية  و كذا في المصطلح العلمي الذي يطلقونه عليها  فكل منهم اطبق عليها مصطلحا، نفمهم من اتار [مصطلح] semantic unit ، وهذا هو المصطلح الذي اختاره صاحب الكتاب بعد ترجمته للعربية عنوانا لهذا الفصل  ومنهم من اطلق عليها مصطلح sememe  و يعتبر مصطلحا دخيلا عن اللغة لأول مرة عام 108 على يد اللغوي السويدي adolf norren   كما دخل  على يد الأمريكي  بلومفيلد عام 1926.
و أدى هذا الاختلاف إلى تعدد وجهات النظر اللغوية حول تعريف الوحدة الدلالية : فمنهم من قال : تجمع من الملامح التمييزية [ بين الكلمات]  وآخرون قالوا :إنها امتداد من الكلام يعكس تباينا دلاليا . و الآخر اعتبر الوحدة الدلالية هي النص a text  فيمكن النظر إليه على أنه الوحدة الأساسية للمعنى اللغوي، و يعتبر أيضا بمثابة الجملة بالنسبة لعلم النحو [ في مجال علم الدلالة].
يقول نيدا في هذا المجال "لما يكون التركيز على صيغة معينة يكون المرء متحدثا عن وحدة معجمية lexical unit ، ولكن حينما يكون التركيز على معنى هذه الصيغة يمكن للمرء أن يستعمل ما يسمى بالوحدة الدلالية  و قد قسمناها NIDA إلى أربعة أقسام رئيسية هي :
الكلمة المفردة و تعتبر أهم الوحدات الدلالية (أهم مستوى)
أكبر من كلمة (تركيب )
أصغر من كلمة (مورفيم متصل)
أصغر من مورفيم (صوت مفرد)
أما الوحدات الدلالية الأكثر شمولية فهي المركبة من وحدات على مستوى الكلمة فنعي بها تلك العبارات التي لا يفهم معناها الكلي بمجرد فهم معاني مفرداتها بوضع هذه المعاني مع بعضها البعض . و بالتالي يوصف المعنى بأنه تعبيري idiomatic .
و تتفرع عن هذه الوحدة ثلاثة أنواع:
التعبير
التركيب الموحد unittary complex
المركب composite  أو التعبير المركب compoite expression . يعتبر بعض اللغويين الجملة من أهم وحداث المعنى، بل يعتبرها بعضهم أهم من الكلمة نفسها، و بالتالي فالكلمة يرتبط معناها في الجملة الواردة فيها . فإذا قلت إن كلمة يرتبط معناها في الجملة الواردة فيها .فإذا قلت إن كلمة أو عبارة تحمل معنى  فهذا يعني أن هناك جملا تقع فيها الكلمة أو العبارة وهذه الجمل تحمل معنى، و فيما يخص الوحدة الدلالية التي تعد أقل  كلمة فتتمثل في المورفيم المتصل [ الذي لا يستعمل منفردا  بل متصلا بمورفيم آخر، و مثالهما كلمة (رجلان) المكونة من مورفيم حر(رجل) و مورفيم متصل (ان) علامة التثنية، ويشمل السوابق و اللواحق . فالأولى كأحرف المضارعة –السين للدلالة على الإستقبال re في remark . و الثانية مثل الضمائر المتصلة و مثل اللاحقة ly كما في freindly (dortness).
و يميز أحمد مختار الوحدة الدلالية المكونة من أقل من مورفيم مثل دلالة الضمة على المتكلم والفتحة على المخاطب و الكسرة على المخاطبة في الضمائر كتبت – كتبت – كتبت ، واعتبر الضمة دالة على البداوة و الكسرة على الحضارة في اللغة العربية ... و من مثاله (أسوة) التي تنطق بضم الهمزة و بكسرها  وبهما قرئ القرآن الكريم، وكذلك (قدوة) وهما روايتان ذكرتهما المعاجم العربية، يقول الدكتور ابراهيم أتي :[ مالت القبائل البدوية بوجه عام إلى مقياس اللي الخلفي الممى بالضمة لأنه مظهر من مظاهر الخشونة البدوية . فحيث كسرت القبائل المستحضرة وجدنا القبائل البدوية تضم و تكسر و الضم من الناحية الصوتية متشابهان لأنهما  أصوات اللين الضيقة] . و بالتالي يلاحظ حسب الدارسين ميل البداوة إلى الأصوات الشديدة، و الحضارة إلى الأصوات الرخوة مثل [ فاضت نفسه (صوت شديد ) وفاضت نفسه (صوت رخو) ]. ميل البداوة إلى الجهر والحضارة إلى الهمس ...

تقديم الفصل الرابع : من خلال قراءة  كتاب (علم الدلالة ) لأحمد عمر مختار.

قد يظن بعض الناس  لبيان معنى الكلمة يكفيالرجوع إلى المعجم و معرفة المعنى أو المعاني المدونة فيه. لذا قد نجد هذا كافيا بالنسبة لبعض الكلمات  و قد نجد هذا الرجوع غير كاف بالنسبة لكثير منها (الكلمات) . ومن أجل هذا فرق علماء الدلالة بين أنواع من المعنى لابد من ملاحظتها قبل التحديد النهائي لمعاني الكلمات، و على الرغم من اختلاف العلماء في حصر أنواع المعنى فإننا نرى أن الأنواع الخمسة الأتية هي أهمها:
المعنى الأساسي أو الأولي أو المركزي: و يسمى أحيانا المعنى التصوري أو المفهومي conceptual meaning أو الإدراكي cognitive . و يعد هذا المعنى عاملا رئيسيا في الإتصال اللغوي في نقل الأفكار و التفاهم فيما بين الأشخاص، و يجب على المتكلمين أن يكونوا متقاسمين للمعنى الرئيس، ومنظمين للمستويات الخطابية التكوينية.
 و قد عرف NIDA هذا النوع من المعنى، بالمعنى المتصل بالوحدة المعجمية لما ترد في أقل سياق حينما ترد منفردة.
المعنى الإضافي أو العرضي أو الثانوي: أو التضمني / و يعرفه صاحب علم الدلالة: بأنه هو المعنى الذي يملكه اللفظ عن طريق ما يشير إليه إلى جانب معناه التصوري الخالص.
و يزيد ها المعنى على الأول بأنه يمتاز بصفة الثبوت، و يتغير بتغير الثقافة أو الزمن أو الخبرة  وفي هذا الصدد روي عن أبن الجهم الشاعر الذي مدح الخليفة بأبيات شبهه فيها بالكلب و التي دون أن يغضب الخليفة ... مثال لا يتحدد المعنى السليم  الأساسي للكلمة (امرأة) بثلاثة ملامح هي [ إنسان – ذكر + بالغ]، وهذا هو المعيار السليم لاستعمال الكلمة، كما نجد أن هناك معاني إضافية و هي صفات غير معيارية و قابلة للتغير من زمن لآخر و من مجتمع لآخر و بالتالي فهذه المعاني الإضافية تعكر بعض الخصائص العضوية و النفسية و الاجتماعية، و بعض الصفات التي ترتبط في آذهان الناس بالمرأة (كالثرثرة  وإجادة الطبخ ...) أو خاضعة لوجهة نظر المجتمع ككل (استخدام البكاء – عاطفية  غير منطقية – غير مستقرة)، و قس على ذلك باقي الكلمات، و بالتالي فالمعنى الإضافي مفتوح وغير نهائي، بخلاف المعنى الأساسي  ومن الممكن أن يتغير المعنى الإضافي و يتعدل مع ثباث المعنى الأساسي.
المعنى الأسلوبي: و هو ذلك النوع من المعنى الذي تحمله قطعة من اللغة بالنسبة للظروف الاجتماعية لمستعملها و المنطقة الجغرافيا المنتمي إليها، و يكشف هذا المعنى عن مستويات آخرى مثل التخصص و درجة العلاقة بين المتكلم و الامع و رثبة اللغة المستخدمة (أدبية – رسمية – عامية – مبتذلة ...) و نوع اللغة و الواسطة [ حديث – خطبة – كتابة ...]، ومثال ما يمكن أن يقال عن الكلمات التي تدل على معنى الأبوة و تعكس الطبقة التي ينتمي إليها المتكلم مثل:
داد في لغة الأرستقراطيي و المتفرنجيين .
الوالد – والدي : أدبي فصيح .
بابا – بابي : عامي راق.
أبويا – آبا : عامي مبتذل .
ومثل هذا يمكن أن يقال أن الكلمات التي تطلق على الزوجة في العربية الحديثة (عقيلته – حرمه – زوجته – امرأته – مرته ...).
و قلما تجد كلمتين تتطابقان في معناهما الآساسي.
المعنى النفسي: و يشير إلى ماتضمنه اللفظ من دلالات عند الفرد . فهو بذلك معنى فردي ذاتي . و بالتالي يعتبر معنى مقيدا بالنسبة للمتحدث الواحد فقط، ولا يتميز بالعمومية و لا التداول بين الأفراد جميعا. و يظهر هذا المعنى بوضوح في الأحاديث العادية للأفراد و في كتابات الآدباء، و أشعار الشعراء حيث تظهر المعاني الذاتية النفسية بصورة واضحة قوية تجاه الألفاظ و المفاهيم المتباينة.
المعنى الإيحائي: وهو ذلك النوع من المعنى الذي يتعلق بكلمات ذات مقدورة خاصة على الإيحاء نظرا لشفافيتها، وقد حصر أهم تأثرات هذا النوع من المعنى في ثلاث أقسام هي:
التأثير الصوتي: و هو نوعان: تأثير مباشر، وذلك إذا كانت الكلمة تدل على بعض الأصوات أو الضجيج الذي يحاكيه التركيب الصوتي للإم  ومثاله صليل (السيوف) – مواء (القطة).
- خرير(الماء)  و الكلمات الإنكليزية crack و hiss و zoom.
النوع الثاني : التأثير غير المباشر و يسمى secondary onomatoporia، مثل القيمة الرمزية للكسرة  [ و يقابلها في الإنجليزية .
- التي ترتبط في آذهان عامة الناس بالصغر أو الأشياء الصغيرة.
- التأثير الصرفي: و يتعلق بالكلمات المركبة مثل handful  و redecorate  و الكلمات المنحوثة كالكلمة العربية صهصلق ( من صهل و صلق) و يجتر للقصير (من بتر و حتر).
- التأثير الدلالي: و يتعلق بالكلمات المجازية أو المؤسسة على المجاز أو أي صورة كلامية معبرة . كما يدخلاف في هذا النوع من المعنى ما اسماه leech بالمعنى المنعكس reflected meaning و هو المعنى الذي يتور في حالات تعدد المعنى الأساسي، مما يترك المعنى الأكثر شيوعا و إلفا أثره الإيحائي على المعنى الآخر، و في مثل هذه الجالات يشير أحمد مختار إلى استعمال "التلطف في التعبير " الذي هو عمليا الإشارة إلى شيء مكروه أو معنى غير مستحب بطريقة تجعله أكثر قبولا و استساغة.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-