لام التعريف والعائمات
نتوخي، في عرضنا هذا، معالجة ظاهرة "لام
التعريف" باعتبارها ظاهرة من ظواهر اللغة العربية، إذن كيف تحقق لام التعريف ؟ هل
هي اللام وحدها ؟ أم اللام مسبوقة بفتحة فهمزة؟ أو شيء آخر؟
لننطلق من افتراض مفاذه أن :
"اللام وحدها هي "التعريف"
هو أنها اللام وحدها والفتحة عنصر عائم يظهر تحت ضغوط القيود المقطعية، وهي عدم
الابتداء بالساكن، وما نسميه بقيد الاستئناف المعقد. وبالنسبة للتنافس بين الفتحة
والكسرة في الاقحام، فإنه يمكن رصده من خلال الوصل الذي يمنع ظهور الفتحة.
صور أداة التعريف
أ -
تنطق لاما مسبوقة بفتحة وألف( ال)في بداية الجملة، نحو: الولد.
ب- تنطق لاما ساكنة فقط في درج الكلام، نحو: بالبيت.
ج- تنطق ألفا مفتوحة متلوة بصوت مماثل للصوت
الأول من الكلمة أي بتضييف في بداية الجملة، نحو: الرَّجل.
د- تنطق صوتا مماثلا للصوت الأول من الكلمة
في درج الكلام ، نحو: فالرجل قام.
(أ) (ج) ب) (د)
ال الرجل
بالبيت
فالرجل قام
ويمكن صياغة قاعدة المماثلة المتعلقة بلام
التعريف
+ صامت
+ تاجي
تفيد القاعدة أن اللام تتماثل مماثلة كلية إذا
كان بعدها ساكن تاجي لا حركة.
الحد و شبه المقطع .
أ- الولد : [ء
َ- ل]
ب-
جلس الولد : [َ س َ- ل]
ث-
ضربوا الولد : [ب ُ- ل]
1 – اللام مسبوقة بحركة
في حالة الابتداء تشكل مقطع ثقيل.
2 – اللام مسبوقة بحركة قصيرة تشكل ذيل
المقطع الأخير المنتهي بحركة.
3 – اللام مسبوقة بكسرة التي تشكل نواة
المقطع، و تشكل اللام ذيله والساكن الأخير استئنافه.
4 – اللام مسبوقة بحركة طويلة تصبح قصيرة.
وبالتالي فإن البنية المقطعية تلعب دورا في
توزيع قطع أداة التعريف، كما أن الوصل يلعب دورا في ظهور الكسر قبل لام التعريف .
التمثيل المقطعي (أ)
ج َ-
. ل َ- . س َ- .
ء َ-
ل . و َ- . ل َ- د
التمثيل المقطعي (ب)
ج َ-
. ل َ- . س َ- ل .
و َ- . ل
َ- د
-
تمثل النقطة نهاية المقطع .
(38أ)
(38ب)
من خلال المعطيات السابقة نجد :
- أن هناك عناصر عائمة تظهر و تختفي حسب
سياقها داخل المقطع .
- أن البنية المقطعية تتحكم في توزيع مدة
العناصر العائمة.
- الحركة العائمة في تفاعل القيود لذلك نقترح
تحليلا أمثليا للمعطيات المتعلقة بصورة لام التعريف و هذه المعطيات كالتالي :
جلس الولد
[ س—َ ل]
+ مقطع لصورة التعريف : هي الام مسبوقة بعنصر
عائم :
[ ج—ل – س – ل و – ل – د ]
الفتحة عنصرها عائم تظهر و تختفي و بالتالي
فالحركة العائمة لا تدمح في البنية التطريزية
1-
(أ) [ج – . ل – . س – ل Ø\ ل . و -- . ل –
د ]
هناك حركة ( َ- ) غير مربوطة لا بقمة و لا
بذيل المقطع و بالتالي فهي غير محققة . بما أن الفتحة قبل لام التعريف غير ممثل
لها في البنية المقطعية كما في ( 1.أ) فإن هذا الأمر يظل مشكل سطحيا فقط.
الفتحة لا تظهر الا إذا استلزمتها قيود
مقطعية خاصة قيد الاستئناف المعقد، شرط لا ترد بين حدي كلمتين، و لذلك فهناك
تفاعل لنوعين من القيود : قيود الوسم و
قيود الوفاء.
ستقتصر في تحليلنا هذا بالحالة التي ترد فيها
أداة التعريف مسبوقة بفتحة فهمزة وسنشتغل بالقيود التالية :
قيد الاستئناف المعقد : مّ [ =\ س س ]
قيد الاستئناف : ّ [=\ ح]
الأقصوية - د خ : لا تحذف
التبعية:
لا تقحم
تجنب العائمات: تجنب إدماج العائمات
لنتأمل معطيات المقدمة في الجدول التالي:
تجنب العائمات | التبعية- ذخ | الاقصوية د خ | قيد الاستئناف المعقد | قيد الاستئناف | [ - ل –و س] |
* | !* | – لْولد | |||
* | * ! | لْولد | |||
* | * | ء – لولد | |||
* | * ! | ء – لولد |
لنأخد الدخل " الولد " و انطلاقا
من الدلة ( ولّد ) لدينا مجموعة من المرشحات [ -- لولد، لولد، ء – لولد ، ء – لولد
....]
و بالاعتماد على الدالة ( قيّد ) نضع مجموعة
من القيود : قيود الوسم و قيود الوفاء و هي:
قيد الاستئناف المعقد - قيد الاستئناف - قيد الأقصوية – قيد
التبعية – قيد تجنب العائمات.
و انطلاقا من الدالة ( قوّم ) نجد المرشح [
-- لولد] يخرق قيد الاستئناف لأن جميع المقاطع العربية تبدأ بساكن و يخرق من جهة
قيد تجنب العائمات الذي يحظر أن تظهر في الخرج.
و في المرشح [ لولد ] فإنه يخرق قيد الاستئناف
المعقد و قيد الأقصوية و يحترم قيد الاستئناف الذي يوجد في أعلى السلمية.
أما المرشخ [ء َ- لولد ] فيعتبر خرجا أمثل
رغم أنه يخرق قيد التبعية و قيد العائمات، إذ أنه احترم القيود الموجودة في أعلى
السلمية و المتمثلة في قيد الاستئناف و قيد الاستئناف المعقد و قيد الأقصوية .
و بالنسبة
للمرشح الأخير [ ْ- لولد ] فبالرغم
من أنه احترم القيدين الموجودين في أعلى السلمية فإنه لا يعد خرجا أمثل لأنه احترم
قيدين فقط بالمقارنة مع الخرج الأمثل الذي احترم تلاثة قيود على التوالي و هي
القيود الموجودة في أعلى السلمية.
لائحة المصادر والمراجع المعتمدة:
Ø
عبد
الرزاق تورابي، صرف – تركيب اللغة العربية، دار توبقال للنشر، ط 1، 2015 .