التغييرات التي تطرأ على لام التعريف في اللغة العربية.
أثارت "لام التعريف" قديما وحديثا مجموعة من التساؤلات والإشكالات، درسها القدماء والمحدثون، كل حسب الآليات والوسائل الإجرائية التي توفروا عليها.
وعليه، سنحاول في عرضنا هذا تبني "النظرية الأمثلية" optimality theory، للإجابة على بعض الإشكالات التي تطرحها "لام التعريف". وقبل أن الخوض في تحليل هذه الظاهرة، لا بأس أن نقف على صورة "لام التعريف" كما تناولها بعض الدارسين.
وعليه، سنحاول في عرضنا هذا تبني "النظرية الأمثلية" optimality theory، للإجابة على بعض الإشكالات التي تطرحها "لام التعريف". وقبل أن الخوض في تحليل هذه الظاهرة، لا بأس أن نقف على صورة "لام التعريف" كما تناولها بعض الدارسين.
إذن، كيف تحقق سمة
لام التعريف؟ هل هي اللام وحدها أم لام مسبوقة بفتحة فهمزة؟
إذا تأملنا السياقات التي ترد فيها لام
التعريف نجد أنها ترد في أربع صور وهي كالتالي:
1) تنطق لاما مسبوقة بفتحة وألف وذلك في بداية
الجملة,نحو :المدرسة-الولد.
2) تنطق لاما ساكنة فقط في درج الكلام، نحو:
بالمنزل.
3)تنطق صوتا مماثلا للصوت الأول من الكلمة في
درج الكلام، نحو: فالرجل قال.
4) تنطق ألفا مفتوحة متلوة بصوت مماثل للصوت الأول
من الكلمة، نحو :الرجل.
ذهب الخليل بن أحمد
الفراهيدي إلى أن "أل" أي همزة بعدها فتحة بعدها لام واستدل بأنه قد
يوقف عليها عند الضرورة. وتحذف الهمزة في الدرج عنده لكثرة الاستعمال. وذهب المبرد
إلى أن حذف التعريف هو الهمزة المفتوحة وحدها، وإنما ضم إليها اللام لئلا يشتبه
التعريف بالصفة.
وبعد تقديمنا لبعض
صور لام التعريف من وجهة نظر الباحثين سنقترح تمثيلا أمثليا لظاهرة أداة التعريف
انطلاقا من تقديم المعطيات المتعلقة بهذه الظاهرة، وذلك من خلال المراحل التي
تعتمدها النظرية الأمثلية في تحليل ظواهرها الصواتية (الملاحظة-الوصف-التفسسير- التعميم).
لنتأمل المعطيات التالية:
(33) اَلوَلد [ءـَ ل . و ـَ ل ـَ د ]
(34) جَلسَ الولدُ [ ج
ـَ. ل ـَ.س ـَ ل . و ـَ. ل ـَ د]
(35) ضَرَبْتُ الوَلَدَ [ ض ـَ.َ ر ـَ. ب ـَ. ت ـِ ل . و ـَ. ل ـَ د]
(36) ضربوا الولَدَ[ ض ـَ. رـَ. ب ـُ ل . و ـَ . ل ـَ د]
(37) أَ الولد (جاء)؟ [ء ـَ ـَ ل و ـَ . ل ـَ . د ـُ...] [
أَلْوَلدُ/آلْوَلَد...]
نلاحظ من خلال هذه المعطيات أن أداة التعريف ترد أربع حالات وهي:
- لام التعريف ترد في بداية الكلام وتأخذ صورة
مقطع ثقيل، كما في (1).
- إن أداة التعريف ترد في وسط الكلام، فإذا
كانت الكلمة التي قبلها تنتهي بحركة فان أداة التعريف تكون عبارة عن لام وحدها
وتلحق بالكلمة التي قبلها لتشكل ذيل مقطعها كما في (2).
-أداة التعريف ترد في وسط الكلام، فإذا كانت
الكلمة التي قبلها تنتهي بساكن فإننا نلاحظ ظهور كسرة بعد لام التعريف التي تشكل
نواة المقطع واللام ذيلها والساكن الأخير استئنافها كما في (3).
- إذا كانت الكلمة التي قبل لام التعريف تنتهي بحركة طويلة، في هذه الحالة تقصر الحركة الطويلة فنبقى أمام حركة قصيرة تشكل اللام ذيلها، كما في (4).
(38ا)- إن أداة التعريف
هي الهمزة بعدها فتحة فاللام وتشكل هذه القطع مقطعا مغلقا يتكون من
"استئناف"و"قافية" و"ذيل".
(38ب)- أداة التعريف موصولة بما قبلها، وقد اختفت الهمزة والفتحة فصارت
اللام ذيل المقطع الثالث.
توحي المعطيات السابقة بما يلي :
-أن البنية المقطعية تتحكم في توزيع العناصر العائمة.
- هناك عناصر تظهر وتختفي بحسب ورودها في سياق الجملة.
تعرف النظرية الأمثلية بنظرية تفاعل
القيود الكلية التي يمكن خرقها لتحديد سلامة الخرج. ويتكون النحو في إطار النظرية
الأمثلية من ثلاثة مكونات هي:
ولد(Gen)، قيد(con)، ثم قوم (Eval)، كما تحتوي النظرية السالفة الذكر على نوعين من القيود: قيود الوسم وقيود الوفاء. ومن بين القيود الفاعلة في أداة التعريف؛ نجد:
3. قيد الأقصوية- دخ (MAX-IO) كل عناصر الدخل لها ما يوافقها في الخرج(لا تحذف).
4. قيد التبعية-دخ (DEP-IO) كل عناصر الخرج لها ما يوافقها في الدخل (لا تقحم).
5. تجنب العائمات: تجنب إدراج العائمات.
وسنقتصر في تحليلنا هذا على الحالة التي ترد فيها أداة التعريف في بداية الكلمة كما هو ممثل في الجدول الآتي:
ولد(Gen)، قيد(con)، ثم قوم (Eval)، كما تحتوي النظرية السالفة الذكر على نوعين من القيود: قيود الوسم وقيود الوفاء. ومن بين القيود الفاعلة في أداة التعريف؛ نجد:
1.قيد الاستئناف:*مح (يمنع الابتداء بحركة).
2. قيد الاستئناف المعقد*مس س ( يمنع الابتداء بالساكن).3. قيد الأقصوية- دخ (MAX-IO) كل عناصر الدخل لها ما يوافقها في الخرج(لا تحذف).
4. قيد التبعية-دخ (DEP-IO) كل عناصر الخرج لها ما يوافقها في الدخل (لا تقحم).
5. تجنب العائمات: تجنب إدراج العائمات.
وسنقتصر في تحليلنا هذا على الحالة التي ترد فيها أداة التعريف في بداية الكلمة كما هو ممثل في الجدول الآتي:
]قيد الاستئناف][قيد الاستئناف المعقد] [قيد الأقصوية] [قيد التبعية]و[قيد تجنب العائمات].
وبموجب الدالة [قوم] فإننا نجد المرشح (-'لولد) يخرق قيد(اس)الذي يوجد في أعلى السلمية مقابل احترامه للقيود الأخرى.
وفي المرشح (لولد)فانه يخرق قيد (اس المعقد)وقيد (الاقصوية دخ) في مقابل احترامه
لقيد (اس)الذي يوجد في أعلى السلمية وقيد (التبعية دخ)وقيد تجنب العائمات اللذان
يوجدان في أسفل السلمية.
أما فيما يخص
المرشح (ء-'لولد) فانه يحترم
ثلاثة قيود على التوالي التي تمثل قيود الوسم في مقابل خرقه لقيد (التبعية –دخ)وقيد
تجنب العائمات وبهذا يعتبر خرجا امثلا.
أما المرشح الأخير
(ء-ˎلولد)، فرغم احترامه لقيد (اس) والاستئناف
المعقد اللذان يوجدان في أعلى السلمية، فإنه لا يعتبر خرجا أمثلا لأنه خرق قيد الأقصوية
الذي احترمه (ء-'لولد).
خلاصة:
قدمنا في بحثنا
هذا دراسة لصورة أداة التعريف (ال) التناوبات التي تعرفها والتغيرات التي تطرأ
عليها. حيث حددنا السياقات التي ترد فيها لام التعريف وقدمنا لها تحليلا أمثليا
(الملاحظة-الوصف-التعميم والتفسير)، كما دافعنا عن تحليل أنها عبارة عن لام ساكنة
مسبوقة بفتحة عائمة، كذلك إن ظهور هذه الحركة العائمة مرتبط باحترام قيود
مقطعية في حالة الوصل أو الوقف، ومراعاة قيود مقطعية في حالة الوصل أو الوقف، ومراعاة قيود الوفاء
تمنع القطع العائمة أو الإقحام أو الحذف.
المراجع المعتمدة :
عبد الرزاق تورابي، صرف – تركيب اللغة العربية، دار توبقال للنشر، ط 1، 2015 .
عبد الرزاق تورابي، صرف – تركيب اللغة العربية، دار توبقال للنشر، ط 1، 2015 .
Doing
Optimality Theory: Applying Theory to Data John J McCarthy