كتابة موضوع إنشائي حول نص تطبيقي للمنهج الاجتماعي.

اللغة العربية: المنهج الاجتماعي: مسلك الآداب وعلوم إنسانية.

 كتابة موضوع إنشائي حول نص تطبيقي للمنهج الاجتماعي

نص الإنطلاق:


المطلــــــــــــــــــــــــوب
اكتب موضوعا إنشائيا متكاملا وفق تصميم منهجي محكم ومنسجم تحلل فيه هذا النص مستثمرا مكتسباتك المعرفية والمنهجية واللغوية ومسترشدا بما يلي:
*وضع النص في إطاره الثقافي والأدبي؛ مع فرضية لقراءته؛
*تلخيص أفكار النص؛
*طبيعة المقاربة المنهجية التي اعتمدها الناقد مع التعليل؛
*مظاهر الاتساق والانسجام في النص؛
*صياغة خلاصة تركيبية لنتائج التحليل ومناقشة أهمية المنهج الاجتماعي في دراسة النصوص والظواهر الأدبية مع إبداء رأيك الشخصي.

تحليل نص تطبيقي المنهج الاجتماعي

الإنجــــــــــــــــــــــــــــــــاز

نتيجة لمجموعة من العوامل السياسية والثقافية والتاريخية ظهرت المناهج النقدية الحديثة رغبة في النقاد من قراءة النصوص الأدبية وفق خطوات ومبادئ مضبوطة، وقد تنوعت هذه القراءات تبعا لتنوع المكونات التي تساهم في تشكيلها ومن هنا اختلفت التفسيرات باختلاف المرجعيات بالنظر إلى نفسية المبدع أو محيطه أو مكوناته اللغوية والتركيبية؛ حيث يتم التركيز على الوصف الداخلي للنص في حد ذاته، والمنهج الاجتماعي من المناهج النقدية المهمة التي اعتمدها النقاد؛ حيث ربطوا العمل الأدبي بمحيطه الاجتماعي الذي يعتبر، بكل مظاهره وتجلياته، الرجع الأساس لفهم النصوص الأدبية وتحليلها وتأويلها، وقد ظهر في النقد العربي منذ منتصف القرن العشرين على يد مجموعة من الرواد منهم: الناقد شوقي ضيف الذي درس الشعر العربي عبر تاريخه الطويل من خلال ربطه بالمحيط الاجتماعي والسياسي والتاريخي الذي كان ينتجه، والنص الذي بين أيدينا والمأخوذ من كتاب "الشعر وطوابعه الشعبية على مر العصور" نموذج لهذا الربط بين الإبداع والمحيط، ومن خلال ملاحظة العنوان "الغزل في العصر الأموي" وبداية النص ونهايته وبعض المشيرات اللغوية التي كانت في بداية كل فقرة نفترض أننا أمام مقالة يدرس فيها ظاهرة الغزل في العصر الأموي معتمدا المنهج الإجتماعي، فما أهم الأفكار التي عبر عنها الناقد؟ وما المنهج الذي اعتمده في الدراسة؟ وما مظاهر الاتساق والانسجام في النص؟ وما أهمية المنهج الاجتماعي في دراسة النصوص والظواهر الأدبية؟
يبدأ الناقد مقالته بمقارنة الغزل في بوادي الحجاز ونجد والذي كان يغلب عليه الطابع العذري العفيف والغزل في الحاضرتين مكة والمدينة، ففي هذه البيئة المدنية كان الشباب يعيش حياة الترف والغنى ولم تكن عاطفة الحب عندهم مرتبطة بالألم والعذاب والمعاناة كما كانت عند شعراء البادية، ورواد هذا النوع من الغزل هم شعراء مكة والمدينة وبخاصة عمر بن أبي ربيعة، فقد تأثروا بمظاهر الحضارة الأجنبية التي دخلت من الأمم الأخرى، فهؤلاء الشعراء وعمر بن أبي ربيعة بخاصة لم يكونوا يصورون ألما في الحب ولا عذابا، ولكنهم كانوا يعبرون عن الشوق الذي يتمنون من خلاله لقاء النساء اللواتي يتغنون بهن.
اعتمد الناقد في دراسة الغزل في العصر الأموي على المنهج الاجتماعي ويظهر ذلك في المقالة من خلال عدد كبير ن المصطلحات والمفاهيم النقدية التي لها مرجعية في علم الاجتماع منها: بوادي، المدينتين، شباب مترف، الحضارة، نجد، الحجاز، متحضرين، كما أن طريقة التفسير التي اعتمدها كانت تربط بين شعر الغزل في العصر الأموي والظروف التي أنتجه من ذلك مثلا: أنه فسر الغزل العذري العفيف عند بعض الشعراء بسبب حياتهم في البادية (ومنهم جميل بن معمر الذي عاش في بادية عذرة) والأمر نفسه مع بعض الشعراء الذين عاشوا في الحضارة أو المدينتين الكبيرتين مكة والمدينة، فهؤلاء الشعراء ومنهم عمر بن أبي ربيعة تأثروا بحياتهم وبالحضارة الأجنبية مما جعلهم لا يعبرون في أشعارهم عن الحب والآلآم الناتجة عنه وإنما اكتفوا بتصوير شوقهم إلى الحبيبة.
من مظاهر الاتساق بين الجمل في هذا النص نجد الإحالة النصية القبلية كما في قول الكاتب (فحبه لا يكاد يتصل بنفسه ) فالهاء في (حبه) تحيل على عمر بن أبي ربيعة وهو لفظ موجود في النص قبلها، وكذلك الإحالة المقامية؛ حيث نجد في قول الكاتب (الغزل العذري في بوادي نجد والحجاز) إحالة على شعراء أمثال: كثير عزة وقيس بن الملوح وذو الرمة وقيس لبنى وجميل بن معمر، والمقام الذي سمح لنا بمعرفتهم هو السياق الذي تحدث عنه الناقد وهو مرحلة العصر الأموي، أما مظاهر الاتساق بين الفقرات فقد تجلت بخاصة في تكرار عدد من المفاهيم المشتركة في الفقرتين الأولى والثانية مثل لفظة (الغزل) التي تم تكرارها في كل فقرات النص مما يبين تماسكه واتساقه، وكذلك الشرح والتفسير؛ حيث نجد الفقرة الثانية تشرح كيف تأثر شعراء مكة والمدينة بحياتهم المدنية وبترفهم، وهي الفكرة التي جاءت مجملة في الفقرة الأولى، كما أن الاتساق بين الفقرات ظهر كذلك في كون الفقرة الأخيرة هي استنتاج لما سبقها من تحليل في الفقرات السابقة.
أما مظاهر الانسجام فقد ظهرت من خلال اعتماد القارئ عددا من المبادئ والعمليات التي تساعده على الفهم الصحيح منها مبدأ البنية الكبرى، ومبدأ التأويل المحلي ومبدأ التشابه، فكون هذا النص يشبه نص "سوسيولوجية القصيدة العربية" لنجيب العوفي ساعد في الفهم والتأويل، كما أن قول الكاتب (الغزل/العصر الأموي) قد ضيق عملية التأويل وجعلها لا تنفتح على أي غرض شعري آخر أو أي زمان أو حضارة، كما أن معرفة المحور العام للنص والكتاب ككل سهل عملية الفهم وكذلك السياق الذي ورد فيه النص؛ حيث المرسل هو الناقد والمرسل إليه هو المتلقي والموضوع هو الغزل في العصر الأموي والهدف أو المقصدية هي دراسة هذه الظاهرة الأدبية في ارتباط وثيق بالمحيط الذي أنتجها، كل هذه المبادئ سهلت العمليات التي يمكن أن يقوم بها القارئ الذي ينطلق من مجموعة من الأطر والمدونات والسيناريوهات والخطاطات للفهم والتأويل المناسبين.
بعد ان انتهينا من تحليل هذه المقالة نستطيع أن نقول بأن الناقد شوقي ضيف قد درس ظاهرة الغزل في العصر الأموي فوجد أن شعراءها صنفان، الصنف الأول عاش ببادية نجد والحجاز وتأثير بمحيطه فكان الغزل عنده غزلا عفيفا عذريا، والصنف الثاني عاش بالمدينة مترفا فانعكس كل ذلك على شعره فكان الغزل عنده ماديا يصف الأشواق ولا يعبر عن آلام الحب ومعاناة القلب، كل ذلك بين بما لا يدع مجالا للشك أن المنهج الذي اعتمده الناقد هو المنهج الاجتماعي وتجلى ذلك في النص عبر عدد من المصطلحات والمفاهيم النقدية التي لها مرجعية في علم الاجتماع وكذلك من خلال طريقة التفسير التي اعتمدها في الربط بين الغزل كإبداع شعري وبين المحيط البدوي أو الحضري الذي أنتجه، من هنا يمكن القول إن اعتماد النقاد على المناهج والمقاربات النقدية عموما والمنهج الاجتماعي خصوصا قد أضاء كثيرا من النصوص الإبداعية وفسرها تفسيرا صحيحا منضبطا ومبنيا على أسس منطقية من شأنها الإقناع كما هو الأمر مع الناقد شوقي ضيف في هذا النص. 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-