مفهوم الجذر

مفهوم الجذر Root

قد ورد في المعجم الوسيط مفهوم الجذر كالتالي:
(جذر) الشيء– جذراً: "استأْصله، والجِذرُ: أصل ُ كل شيء (ج) جذور، وعند اللغويين: الأصل الذي يتفرع عنه الكلمات"[1]
وفي تاج العروس نجد التعريف التالي:
" الجَذْرُ بفتح فسكون: القَطْعُ يقال: جَذَرَ الشيْءَ جَذْراً إذا قَطَعَه. الجَذْرُ: الأصْلُ من كلِّ شيْءٍ أو هو أصْلُ اللِّسانِ وأصْلُ الذَّكَرِ. قال شَمِرٌ: إنه لَشَديدُ جَذْر اللِّسَان وشَديدُ جَذْر الذَّكَر أي أصْلِه".
وفي تعريف تاج الصحاح للرازي نجد:
ج ذ ر: " ِجَذْرُ كل شيء أصله بفتح الجيم عن الأصمعي وبكسرها عن أبي عمرو"[3]. 
من خلال هذه التعاريف التي ذكرنا وغيرها، يمكننا أن نستشف أن الجذر هو عبارة عن مادة لغوية تتضمن حروف صوتية غير مستقلة عن بعضها البعض، ولها ترتيب محدود وعدد معلوم؛ أي أن الجذر هو حروف الأصول التي تُبنى على أساسه الكلمة في المجال الصرفي.
وللجذر خصائص تتمثل في كونه يتكون من صوامت فقط دون صوائت، إذ يرتبط معنى المادة اللغوية (الجذر) بمجموع الصوامت التي تكون كل مادة، وأكثر الكلمات في اللغات السامية تتكون من مادة ثلاثية. وقد عبر النحاة عن هذه الصوامت بالفاء والعين واللام، ويقوم الميزان الصرفي على أساس التمييز بين الحروف الأصول الممثلة في الميزان الصرفي بالفاء والعين واللام وبين ما يطرأ على الكلمة المفردة من تغيير بالإضافة أو الحذف، ويرتبط  معنى الكلمات الكثيرة المشتقة من المادة اللغوية الواحدة في اللغات السامية بالصوامت فالكلمات: كتب – كاتب – مكتوب – كتابة – مكتبة ... تكون أسرة لغوية واحدة تقوم وحدتها على أساس وجود هذه الأصوات الصامتة الثلاثة: الكاف والتاء والباء بهذا الترتيب. ويؤدي وجود هذه الأصوات الصامتة الثلاثة إلى تحديد المعنى الأساسي الذي تدور حوله كل معاني المفردات المختلفة المكونة من تتابع هذه الصوامت[4].
يتضح من خلال ما سبق أن الجذور في أصلها تحتوي على مفاهيم دلالية عامة "والذي يمنحها قيما دلالية هو تشكلها المورفولوجي وصياغتها على هيئة هذا أو ذاك من أوزان المزيدات والمشتقات. فكأن الأوزان ضروب من القوالب ينصب فيها الجذر"[5]
وإذا كانت الصوامت تقوم بإِعداد الهيكل أو البناء الأساسي للكلمة (الجذر)، وتؤدي المعاني المطلقة لها، فإن الصوائت تقوم بإِعداد الأوجه المتعددة لجزئيات ذلك المعنى ومشتقاته.
وتخضع صوامت جذور اللغة العربية إلى قيود تأليفية معينة؛ حيث لا يمكن تكوين جذر من الجذور بشكل اعتباطي وسنتطرق إلى هذا بالتفصيل في الفصل الثاني {أسس اللغة العربية في بناء الجذور} من بحثنا هذا. 
يأمل بحثنا هذا محاولة الإجابة عن أصل جذور اللغة العربية، وعن طبيعة تكوينها؟ وهل حقا تتكون من الصوامت فقط، أم من الصوامت والصوائت معا؟ 
يرى مجموعة من الباحثين أن أصل جذور اللغة العربية تتكون من صوامت فقط، والتي تشتق منها الصيغ الصرفية المختلفة وذلك بواسطة الصوائت أو السوابق أو الدواخل أو اللواحق، وفي هذا الصدد يقول عمر صابر عبد الجليل:
"ونرى أن الجذر يتكون من مجرد الصوامت لأن الصوامت تحمل المعنى العام وتقوم الصوائت أو المقاطع (في الصدد أو في الوسط أو في الطرف) بتحديد جهة معينة في المعنى العام الذي يدل عليه الجذر، فمثلا الجذر{ ك – ت - ب} يدل على مجرد الكتابة فلو قلنا {كَ - تَ - بَ} تدل الصيغة على حدث وقع وهو حدث الكتابة في زمن معين سبق وقت المتكلم. وإذا قلنا {أَ – ك تُ - بُ} تحدد معنى الحدث هنا بأن أولا أسند إلى المتكلم وثانيا تحدد زمنه بأنه وقع في الزمن المضارع".[6] 
ومن الملاحظ أن الجذور مهما كان عدد صوامتها، إلا أنها قابلة للتوسع وذلك عن طريق التكرار أو الإلصاق أو التضعيف فمثلا:
التكرار: يكون التكرار بالانتقال من صيغة "فَعَلَ" إلى صيغة "فعَّل" ك: كَتَبَ – كَتَّبَ.
الإلصاق: ويكون الإلصاق بالانتقال من صيغة "فعل" إلى صيغة "فاعل" وذلك بإقحام ألف نحو: كَتَبَ - كَاتبٌ.
التضعيف: ويكون التضعيف بالانتقال من صيغة "فعل" إلى صيغة "فَعَّل" نحو: كتب – كتَّب.



[1] - مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط، ص: 112.
[2] - الزبيدي الحنفي، تاج العروس، ص: 172 .
[3] -عبد القادر الرازي،  مختار الصحاح، ص: 41.
[4] - محمود فهمي حجازي، أسس علم اللغة العربية، ص: 144-145 .
[5] - انطوان عبدو، مصطلح المعجمية العربية، ص:19.
[6] - عمر صابر عبد الجليل، الفعل الناقص من اللغة العربية دراسة صرفية مقارنة، ص: 113.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-