الإيمان وعمارة الأرض (التربية الإسلامية: أولى باك علوم)

الإيمان وعمارة الأرض (التربية الإسلامية: أولى باك علوم)

الفهرس
نصوص الانطلاق
1. مبدأ الاستخلاف أساس عمارة الأرض
أ- مفهوم الاستخلاف وعمارة الأرض
ب- مبدأ الاستخلاف أساس عمارة الأرض
2- النهي عن الإفساد في الأرض
3- واجب المؤمن عمارة الأرض واصلاحها
****************************
نص الانطلاق:
1- قال الله تعالى: (  وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ (  سورة هود الآية 61
2- قال الله تعالى: (وَٱبْتَغِ فِيمَآ ءَاتَىٰكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلْأخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ ٱلْفَسَادَ فِى ٱلْأَرْضِ ۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلْمُفْسِدِينَ) سورة القصص الآية 77
3- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا ) أخرجه الإمام أحمد في مسنده.
4- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً أو يزرع زرعًا فتأكل منه دابة أو طير أو إنسان إلاَّ كَانَ لَهُ صَدَقَةً“ أخرجه الإمام البخاري في صحيحه.
شرح الكلمات الصعبة:
أنشأكم: خلقكم
واستعمركم: جعلكم عمارا فيها تعمرونها بالسكن والإقامة فيها
وابتغ: واطلب
فسيلة: نخلة صغيرة

1- مبدأ الاستخلاف أساس عمارة الأرض

أ- مفهوم الاستخلاف وعمارة الأرض
*مفهوم الاستخلاف: لغة: التعاقب: اصطلاحا: إنابة الإنسان وتوكيله عن الله عز وجل في الأرض لعمارتها وتحقيق مراده فيها اصْلاَحاً وصَلاَحاً
*مفهوم عمارة الأرض: تعمير الأرض بالعمل الصالح المادي والمعنوي للانتفاع بخيراتها المسخرة للإنسان بلا إفساد ولتحقيق الحياة الطيبة ونيل مرضات الله تعالى.
ب- مبدأ الاستخلاف أساس عمارة الأرض
حينما يعلم الإنسان أنه موكل من الله في الأرض، وأنه يتصرف فيها بمقتضى أمره وعهده الذي أخذه عليه؛ وحينما يعلم أيضا أنه مستخلف من الله في هذه الأرض، وأن هناك تشريعات ربانية تضبط تصرفاته مع الطبيعة؛ فإن المسلم يجتهد في الحفاظ على هذه الأمانة التي أوكله الله بها بالعمارة والإصلاح والبناء والنفع، ويحاول جاهدا أن يمنع الفساد والدمار والتخريب الذي قد يلحق العناصر المكونة للأرض؛ فيكون بذلك قد نفع البشرية بتصرفاته؛ وحقق العبودية بامتثاله.

2- النهي عن الإفساد في الأرض.

لقد أمر الإسلام بالإحسان إلى مكونات الأرض وعناصر الطبيعة ونهى عن الإفساد فيها؛ فقد قال الله تعالى: وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ“ وقال أيضا: ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها“ واعتبر عمارة الأرض امرا ربانيا يترتب عليه الثواب، وأن الفساد شر وبلاء يترتب عليه الدمار والخراب والتخلف، والمفسد في الأرض عاص لله بفعله يوشك أن تنزل عليه عقوبة من السماء>
ومن صور الإفساد في الأرض، الاعتداء على الأعراض والأرواح وتلويث البيئة وتخريب عناصرها النباتية والحيوانية، وأكل أموال الناس بالباطل وتضييع حقوق الآخرين، ومحاربة الفضيلة ونشر الرذيلة، وتدمير العمران وإفساد الممتلكات العامة.

3- واجب المؤمن عمارة الأرض واصلاحها:

بما أن عمارة الأرض وإصلاحها أمانة حملها الله تعالى للمسلم، ويعلم أ، ربه قد أمره بالمحافظة عليها وعدم تضييعها، فإن الإيمان لا يتحقق مع  التخريب والتدمير والتفجير والاستغلال البشع للثروات، بل يتحقق مع الإصلاح والبناء والتعمير وإظهار الجمال الذي أودعه الله في الطبيعة، وابراز عظمته من خلال مخلوقاته، فيتعلق الخلق بالله تعالى محبة وطاعة وتنفيذا لأوامره، فتصلح الأرض ويستفيد الإنسان من خيراتها ومنافعها، ولذلك كان المسلم مأمور بالإصلاح لا بالإفساد، والبناء لا بالهدم، ويحب عناصر الأرض ورحمتها لا باستغلالها، وبتجميلها لا بتخريبها حتى يمكن الله عز وجل لنا منها ويسخرها لنا مصداقا لقوله: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ“.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-